تايوان- أخطر جزيرة في العالم وصراع أمريكا والصين القادم
المؤلف: صدقة يحيى فاضل09.21.2025

في مقال سابق، أشرنا إلى أن العالم يترقب بقلق بالغ، بين الفينة والأخرى، أي توتر في العلاقات المتصاعدة بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، خشية اندلاع حرب عالمية ثالثة مدمرة، نتيجة لتفاقم الأوضاع في اثنتين من أخطر بؤر الصراع الدولي الملتهبة على سطح الكوكب، وهما جوهر أزمتين دوليتين حرجتين، وهما: الأزمة الأوكرانية (بين أمريكا وروسيا)، وأزمة جزيرة تايوان (بين أمريكا والصين). أما الأحداث الدامية في غزة، على الرغم من مأسويتها، فإن تداعياتها لا تصل إلى هذا المستوى العالمي. وقد تناولنا، في مناسبات عدة، جوانب الأزمة الأوكرانية، وسلطنا الضوء على أهم خصائصها وتطوراتها المتلاحقة.
وعلى مقربة من نصف الكرة الأرضية الجنوبي، تبرز الصين كقوة عظمى صاعدة، مصممة على استعادة جزيرة «تايوان» وضمها إلى الوطن الأم، انطلاقاً من دوافع راسخة ومتعددة. في المقابل، تعارض أمريكا بشدة فكرة استعادة الصين لتايوان، لاعتبارات استراتيجية ذات أهمية قصوى. بل إنها ترى من الضروري ترسيخ استقلال تايوان كدولة ذات سيادة. هذا الخلاف العميق والمتأجج، جعل من تايوان ثاني أخطر منطقة توتر عالمي في الوقت الراهن، بعد أوكرانيا. وهو ما جعل منها «الجزيرة الأخطر في العالم حالياً». وقد أطلق عليها بعض المحللين وصف «أوكرانيا آسيا»؛ وذلك خشية أن يؤدي الصراع الأمريكي-الصيني المحتدم حول هذه الجزيرة إلى اندلاع حرب عالمية شاملة ذات عواقب وخيمة، لا قدر الله.
تجدر الإشارة إلى أن الصين، حتى مطلع القرن العشرين، كانت عبارة عن مجموعة من الممالك الإقطاعية المتناثرة، والمتناحرة، تخضع لسيطرة قوى استعمارية أجنبية كبرى، وعلى رأسها بريطانيا واليابان. وقد أدى ذلك إلى اندلاع سلسلة من الحروب الأهلية الصينية، بالإضافة إلى ظهور حركات تحرر وطنية عديدة، من أبرزها: الحركة الوطنية لتحرير الصين، بقيادة «شان كاي شيك»، الذي تولى حكم الصين في بدايتها، وميليشيا الحزب الشيوعي الصيني، الذي تأسس في عام 1921، تحت زعامة «ماو تسي تونغ». وبعد انتصار المقاومة الوطنية الصينية، ودحر الاستعمار، اندلعت حرب أهلية صينية طاحنة بين قوات هاتين الحركتين، انتهت بانتصار الشيوعيين، الذين بادروا إلى تأسيس «جمهورية الصين الشعبية» (PRC) في أكتوبر 1949م. واتخذوا من مدينة بكين عاصمة لها. وقد تم ذلك بدعم سخي من الاتحاد السوفييتي، الذي كان يمثل رأس حربة المعسكر الشيوعي/ الاشتراكي.
وبعد الهزيمة النكراء، فر «شان كاي شيك» وجيشه إلى جزيرة «تايوان» الصينية، الواقعة قبالة الساحل الشرقي للصين -على بعد حوالي 800 كيلومتر عن البر الصيني- وأسس هناك «جمهورية الصين الوطنية»/ تايوان، بدعم ومساندة مكثفة من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الحليفة. واتخذ من مدينة «تايبيه» عاصمة لهذه الجمهورية الوليدة. وقد سارعت أمريكا إلى الاعتراف بهذه «الجمهورية»، وذلك في شهر ديسمبر من عام 1949م. وعملت -وما زالت- على دعمها المطلق، وتأييدها في المحافل الدولية كافة. وتبلغ مساحة تايوان حوالي 36 ألف كيلومتر مربع، ويقطنها ما يقرب من 25 مليون نسمة. وقد أقيم فيها نظام حكم ديمقراطي/ رئاسي. وشهدت نهضة صناعية وتقنية هائلة، جعلتها تتبوأ مكانة مرموقة بين «نمور آسيا». وما زالت تايوان صامدة، بفضل الدعم الأمريكي القوي لاستقلالها، واستخدامها كأداة للضغط على الصين، وكركيزة أساسية للاستراتيجية الأمريكية في منطقة شرق آسيا الحيوية.
وكما هو معلوم، كانت غالبية دول العالم تعترف بـ«جمهورية الصين الوطنية»، وتعتبرها الممثل الشرعي والوحيد لجميع أبناء الشعب الصيني. وكانت تشغل مقعد الصين في هيئة الأمم المتحدة. ولكن، بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون إلى بكين، عام 1972م، تبدل الحال، وتغيرت المعادلة الدولية. إذ اعترفت أمريكا رسمياً بـ«جمهورية الصين الشعبية»، كممثل حصري للصين بأكملها. وكان هذا يعني ضمناً: سحب الاعتراف العالمي بـ«تايوان»، وتولي الصين الشعبية مقعد الصين في الأمم المتحدة. ومما ترتب على ذلك: دخول جمهورية الصين في عزلة دولية شبه خانقة؛ حيث بادرت أغلب الدول التي كانت تعترف بها، وتقيم معها علاقات دبلوماسية وروابط أخرى، إلى تحويل ولاءها إلى جمهورية الصين الشعبية، التي سرعان ما تقطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية فوراً مع أي دولة تعترف بتايوان، أو تتعامل معها.
تخلت الولايات المتحدة (ظاهرياً) عن جمهورية الصين الوطنية، على غرار بقية دول العالم. غير أن أمريكا ظلت -وما زالت- الداعم الأول والرئيسي لهذه الجمهورية، منذ نشأتها وحتى يومنا هذا. وفي المقابل، تتصاعد المطالبات المتزايدة لجمهورية الصين الشعبية باستعادة تايوان، التي تعتبر استعادتها استكمالاً للسيادة والكرامة الوطنية الصينية بشكل عام. هذا بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية الهائلة التي تتمتع بها هذه الجزيرة. وقد اكتسبت هذه المطالبات الصينية زخماً كبيراً، وتأثيراً متزايداً، بفضل قوة الصين المتنامية، والقفزة النوعية الهائلة التي حققتها في المجالين الاقتصادي والتقني خلال نصف القرن الماضي، والتي أهلتها لتبوأ مكانة الدولة العظمى الثانية على مستوى العالم، والتنافس على اعتلاء قمة النظام الاقتصادي- السياسي العالمي.
إن الأهمية الجيوستراتيجية الحاسمة التي تتمتع بها تايوان هي التي تجعل الصراع عليها محتدماً وخطراً، بين العملاقين، الصيني والأمريكي. ويثير المسؤولون الصينيون باستمرار، وفي كل لقاء يجمعهم بنظرائهم الأمريكيين، وغيرهم، مسألة استعادة تايوان، ويمنحون هذه القضية الأولوية القصوى على كل القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك. وفي الوقت نفسه، يرى البعض أن تايوان تمثل بالنسبة لأمريكا في الوقت الراهن، ما كانت تمثله قناة السويس بالنسبة لبريطانيا في الماضي. إذ يعتقدون أن تخلي أمريكا عن تايوان سيؤدي إلى تحولها إلى دولة كبرى فحسب، وليست عظمى، تماماً كما أدى تخلي بريطانيا عن السويس إلى تراجعها من مرتبة الدولة العظمى.
ومما يزيد الأمر تعقيداً، وصعوبة، تدخل الكونجرس الأمريكي على خط الصراع الدائر حول تايوان. إذ أصدر في عام 1979م قانون العلاقات مع تايوان، الذي يلزم السلطة التنفيذية الأمريكية (أي الرئيس الأمريكي) بعدم التخلي عن تايوان، وحماية وضعها الراهن. وهذا يعني عملياً عدم السماح للصين باستعادة الجزيرة. وفي ظل إصرار بكين على استعادة تايوان، تتضح بجلاء خطورة هذا الصراع المحتمل.
لتايوان، إذاً، أهمية بالغة، لكل من أمريكا والصين على حد سواء. فأهميتها، بالنسبة للصين، تكمن في موقعها المتاخم للبر الصيني، مما يجعل الصين عرضة للهجوم بسهولة نسبية كبيرة، انطلاقاً منها. ويؤكد الاستراتيجيون الصينيون أنه لا يمكن الدفاع عن الصين بكفاءة وفاعلية، إلا عبر السيطرة على تايوان. وتشرف تايوان على مضيق تايوان الاستراتيجي، الذي يصل بين بحر الصين الشرقي، وبحر الصين الجنوبي، ومن ثم بين المحيطين الهندي والهادئ. وهو ما يضفي أهمية بالغة على حركة المواصلات البحرية في منطقة شرق آسيا. هذا بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية والتقنية الكبرى المعروفة التي تتمتع بها الجزيرة. أما أهميتها بالنسبة لأمريكا فتنبع أساساً من أهميتها للصين. ويتوقع العديد من المراقبين ضم الصين لتايوان، في المستقبل القريب. وهذا غالباً ما سيشعل فتيل حرب ضروس بين الصين، وأمريكا. ولا يرجح أن تسمح أمريكا للصين بضم تايوان سلمياً، أو بموجب أي تسوية أو صفقة ممكنة.
وعلى مقربة من نصف الكرة الأرضية الجنوبي، تبرز الصين كقوة عظمى صاعدة، مصممة على استعادة جزيرة «تايوان» وضمها إلى الوطن الأم، انطلاقاً من دوافع راسخة ومتعددة. في المقابل، تعارض أمريكا بشدة فكرة استعادة الصين لتايوان، لاعتبارات استراتيجية ذات أهمية قصوى. بل إنها ترى من الضروري ترسيخ استقلال تايوان كدولة ذات سيادة. هذا الخلاف العميق والمتأجج، جعل من تايوان ثاني أخطر منطقة توتر عالمي في الوقت الراهن، بعد أوكرانيا. وهو ما جعل منها «الجزيرة الأخطر في العالم حالياً». وقد أطلق عليها بعض المحللين وصف «أوكرانيا آسيا»؛ وذلك خشية أن يؤدي الصراع الأمريكي-الصيني المحتدم حول هذه الجزيرة إلى اندلاع حرب عالمية شاملة ذات عواقب وخيمة، لا قدر الله.
تجدر الإشارة إلى أن الصين، حتى مطلع القرن العشرين، كانت عبارة عن مجموعة من الممالك الإقطاعية المتناثرة، والمتناحرة، تخضع لسيطرة قوى استعمارية أجنبية كبرى، وعلى رأسها بريطانيا واليابان. وقد أدى ذلك إلى اندلاع سلسلة من الحروب الأهلية الصينية، بالإضافة إلى ظهور حركات تحرر وطنية عديدة، من أبرزها: الحركة الوطنية لتحرير الصين، بقيادة «شان كاي شيك»، الذي تولى حكم الصين في بدايتها، وميليشيا الحزب الشيوعي الصيني، الذي تأسس في عام 1921، تحت زعامة «ماو تسي تونغ». وبعد انتصار المقاومة الوطنية الصينية، ودحر الاستعمار، اندلعت حرب أهلية صينية طاحنة بين قوات هاتين الحركتين، انتهت بانتصار الشيوعيين، الذين بادروا إلى تأسيس «جمهورية الصين الشعبية» (PRC) في أكتوبر 1949م. واتخذوا من مدينة بكين عاصمة لها. وقد تم ذلك بدعم سخي من الاتحاد السوفييتي، الذي كان يمثل رأس حربة المعسكر الشيوعي/ الاشتراكي.
وبعد الهزيمة النكراء، فر «شان كاي شيك» وجيشه إلى جزيرة «تايوان» الصينية، الواقعة قبالة الساحل الشرقي للصين -على بعد حوالي 800 كيلومتر عن البر الصيني- وأسس هناك «جمهورية الصين الوطنية»/ تايوان، بدعم ومساندة مكثفة من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الحليفة. واتخذ من مدينة «تايبيه» عاصمة لهذه الجمهورية الوليدة. وقد سارعت أمريكا إلى الاعتراف بهذه «الجمهورية»، وذلك في شهر ديسمبر من عام 1949م. وعملت -وما زالت- على دعمها المطلق، وتأييدها في المحافل الدولية كافة. وتبلغ مساحة تايوان حوالي 36 ألف كيلومتر مربع، ويقطنها ما يقرب من 25 مليون نسمة. وقد أقيم فيها نظام حكم ديمقراطي/ رئاسي. وشهدت نهضة صناعية وتقنية هائلة، جعلتها تتبوأ مكانة مرموقة بين «نمور آسيا». وما زالت تايوان صامدة، بفضل الدعم الأمريكي القوي لاستقلالها، واستخدامها كأداة للضغط على الصين، وكركيزة أساسية للاستراتيجية الأمريكية في منطقة شرق آسيا الحيوية.
وكما هو معلوم، كانت غالبية دول العالم تعترف بـ«جمهورية الصين الوطنية»، وتعتبرها الممثل الشرعي والوحيد لجميع أبناء الشعب الصيني. وكانت تشغل مقعد الصين في هيئة الأمم المتحدة. ولكن، بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون إلى بكين، عام 1972م، تبدل الحال، وتغيرت المعادلة الدولية. إذ اعترفت أمريكا رسمياً بـ«جمهورية الصين الشعبية»، كممثل حصري للصين بأكملها. وكان هذا يعني ضمناً: سحب الاعتراف العالمي بـ«تايوان»، وتولي الصين الشعبية مقعد الصين في الأمم المتحدة. ومما ترتب على ذلك: دخول جمهورية الصين في عزلة دولية شبه خانقة؛ حيث بادرت أغلب الدول التي كانت تعترف بها، وتقيم معها علاقات دبلوماسية وروابط أخرى، إلى تحويل ولاءها إلى جمهورية الصين الشعبية، التي سرعان ما تقطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية فوراً مع أي دولة تعترف بتايوان، أو تتعامل معها.
تخلت الولايات المتحدة (ظاهرياً) عن جمهورية الصين الوطنية، على غرار بقية دول العالم. غير أن أمريكا ظلت -وما زالت- الداعم الأول والرئيسي لهذه الجمهورية، منذ نشأتها وحتى يومنا هذا. وفي المقابل، تتصاعد المطالبات المتزايدة لجمهورية الصين الشعبية باستعادة تايوان، التي تعتبر استعادتها استكمالاً للسيادة والكرامة الوطنية الصينية بشكل عام. هذا بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية الهائلة التي تتمتع بها هذه الجزيرة. وقد اكتسبت هذه المطالبات الصينية زخماً كبيراً، وتأثيراً متزايداً، بفضل قوة الصين المتنامية، والقفزة النوعية الهائلة التي حققتها في المجالين الاقتصادي والتقني خلال نصف القرن الماضي، والتي أهلتها لتبوأ مكانة الدولة العظمى الثانية على مستوى العالم، والتنافس على اعتلاء قمة النظام الاقتصادي- السياسي العالمي.
إن الأهمية الجيوستراتيجية الحاسمة التي تتمتع بها تايوان هي التي تجعل الصراع عليها محتدماً وخطراً، بين العملاقين، الصيني والأمريكي. ويثير المسؤولون الصينيون باستمرار، وفي كل لقاء يجمعهم بنظرائهم الأمريكيين، وغيرهم، مسألة استعادة تايوان، ويمنحون هذه القضية الأولوية القصوى على كل القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك. وفي الوقت نفسه، يرى البعض أن تايوان تمثل بالنسبة لأمريكا في الوقت الراهن، ما كانت تمثله قناة السويس بالنسبة لبريطانيا في الماضي. إذ يعتقدون أن تخلي أمريكا عن تايوان سيؤدي إلى تحولها إلى دولة كبرى فحسب، وليست عظمى، تماماً كما أدى تخلي بريطانيا عن السويس إلى تراجعها من مرتبة الدولة العظمى.
ومما يزيد الأمر تعقيداً، وصعوبة، تدخل الكونجرس الأمريكي على خط الصراع الدائر حول تايوان. إذ أصدر في عام 1979م قانون العلاقات مع تايوان، الذي يلزم السلطة التنفيذية الأمريكية (أي الرئيس الأمريكي) بعدم التخلي عن تايوان، وحماية وضعها الراهن. وهذا يعني عملياً عدم السماح للصين باستعادة الجزيرة. وفي ظل إصرار بكين على استعادة تايوان، تتضح بجلاء خطورة هذا الصراع المحتمل.
لتايوان، إذاً، أهمية بالغة، لكل من أمريكا والصين على حد سواء. فأهميتها، بالنسبة للصين، تكمن في موقعها المتاخم للبر الصيني، مما يجعل الصين عرضة للهجوم بسهولة نسبية كبيرة، انطلاقاً منها. ويؤكد الاستراتيجيون الصينيون أنه لا يمكن الدفاع عن الصين بكفاءة وفاعلية، إلا عبر السيطرة على تايوان. وتشرف تايوان على مضيق تايوان الاستراتيجي، الذي يصل بين بحر الصين الشرقي، وبحر الصين الجنوبي، ومن ثم بين المحيطين الهندي والهادئ. وهو ما يضفي أهمية بالغة على حركة المواصلات البحرية في منطقة شرق آسيا. هذا بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية والتقنية الكبرى المعروفة التي تتمتع بها الجزيرة. أما أهميتها بالنسبة لأمريكا فتنبع أساساً من أهميتها للصين. ويتوقع العديد من المراقبين ضم الصين لتايوان، في المستقبل القريب. وهذا غالباً ما سيشعل فتيل حرب ضروس بين الصين، وأمريكا. ولا يرجح أن تسمح أمريكا للصين بضم تايوان سلمياً، أو بموجب أي تسوية أو صفقة ممكنة.